Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Présentation

  • : aqida sahiha العقيدة الصحيحة
  • : أهل الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح la voie des gens du livre(coran) et de la sounna selon la comprehension des pieux prédécésseurs
  • Contact

Rechercher

Archives

Pages

Liens

14 janvier 2013 1 14 /01 /janvier /2013 21:12
الأشياء التي يبدأ بها طالب العلم
الشيخ العلامة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز

 



بالزر الأيمن ثم حفظ باسم
بماذا ينصح سماحة الشيخ طالب العلم أن يبدأ، هل يبدأ في المرحلة الأولى والثانية والثالثة في متون الفقه، وأصول الفقه، ومصطلح الحديث، وفقه الحديث, والعقيدة, والنحو, والتفسير, بماذا يبدأ طالب العلم في هذه المرحلة؟

 

يبدأ بالقرآن يجتهد في القرآن يبدأ، ثم بكتب العقيدة، كالعقيدة الواسطية يحفظها، كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، مثل كشف الشبهات، والثلاثة الأصول، يحفظ هذه الكتب المختصرة في العقيدة، ثم كتب الحديث كبلوغ المرام، وعمدة الحديث والأربعين النووية، وتتمه لابن رجب، كتب جيدة، ثم الفقه. المقدم: بالنسبة يا فضيلة الشيخ للنحو والتفسير – يقول -؟ المقدم: كذلك أصول الفقه، مصطلح الحديث، والنحو كل هذا طيب، لكن بعد العناية بالقرآن ، والعناية بكتب العقيدة ، وكتب الحديث، أما مصطلح الحديث يقرأ مصطلح الحديث مع الحديث، وأصول الفقه مع الفقه، والنحو كذلك، يتعلم النحو لأنه يعينه على طلب العلم.
Partager cet article
Repost0
11 janvier 2013 5 11 /01 /janvier /2013 22:03

10/ احترام العلماء من غير تقديس، واتباعهم من غير تقليد :

فيجب على طلبة العلم احترام العلماء وتقديرهم، وأن تتسع صدورهم لما يحصل من اختلاف بين العلماء وغيرهم، وأن يقابلوا هذا بالاعتذار عمن سلك سبيلاً خطأ في اعتقادهم، وهذه نقطة مهمة جداً، لأن بعض الناس يتتبع أخطاء الآخرين، ليتخذ منها ما ليس لائقاً في حقهم، ويشوّش على الناس سمعتهم، وهذا من أكبر الأخطاء، وإذا كان اغتياب العامّي من الناس من كبائر الذنوب، فإن اغتياب العالم أكبر وأكبر، لأن اغتياب العالم لا يقتصر ضرره على العالم بل عليه وعلى ما يحمله من العلم الشرعي"(1).

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (من حقّ العالم عليك إذا أتيته أن تسلِّم عليه خاصَّة، وعلى القوم عامّة، وتجلس قُدَّامه، ولا تشِر بيديك، ولا تغمِز بعينَيك، ولا تقُل: قال فلان خلافَ قولك، ولا تأخذ بثوبِه، ولا تُلحَّ عليه في السؤال، فإنّه بمنزلة النخلة المُرطبة التي لا يزال يسقط عليك منها شيء)(2).
11/ رحابة الصدر في مسائل الخلاف :
فينبغي أن يكون صدرطالب العلم رحباً في مواطن الخلاف الذي مصدره الاجتهاد؛ لأن مسائل الخلاف بين العلماء إما أن تكون مما لا مجال للاجتهاد فيه، ويكون الأمر فيها واضحاً، فهذه لا يعذَر أحد بمخالفتها، وإما أن تكون مما للاجتهاد فيها مجال، فهذه يعذر فيها من خالفها"(3).
12/ التأدب مع الشيخ:
بما أن العلم لا يؤخذ ابتداءً من الكتب، بل لابد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب، لتأمن من الزلل، فعليك إذاً بالأدب معه، فإن ذلك عنوان الفلاح والنجاح، والتحصيل والتوفيق. فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف، فخذ بمجامع الأدب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال، والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه، وترك التطاول والمماراة أمامه، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك، أو الإلحاح عليه في جواب، متجنباً الإكثار من السؤال لا سيما مع شهود الملأ؛ فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل، ولا تناديه باسمه مجرداً، أو مع لقبه بل قل: " يا شيخي، أو يا شيخنا.
وإذا بدا لك خطأ من الشيخ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينك، فإنه سبب لحرمانك من علمه، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً (4) .
13/ مذاكرة العلم وكتابة مااستفاده :
وقد قيل : إحياء العلم مذاكرته ** فأدم للعلم مذاكرته
ولقد كان سلفنا الصالح يتواصون بمذاكرة العلم ، يقول أحدهم: مذاكرة ليلة أحب إلي من إحيائها. يعني : جلوسي في هذه الليلة أتذكر العلم وأتذكر ما حفظته أحب إلي من أن أقومها قراءة وتهجدا وصلاة وركوعا وسجودا .
وينبغي على طالب العلم كلما استفاد فائدة أثبتها معه في دفتر أو ورقة وكررها إلى أن يحفظها . يقول العلماء : " إن ما حفظ فر وما كتب قر " ، أي أن ما كتبته ستجده فيما بعد .. ويشبهون العلم بالصيد، فيقول بعضهم:
العلم صيد والكتابة قيده ** فاحفظ لصيدك قيده أن يفلت
14/ الدعوة إلى الله تعالى والاجتهاد في نشر العلم :
فيوظف هذا العلم في الدعوة إلى الله تعالى على هدى وبصيرة قال تعالى: ( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) {108} فالداعية لا بد وأن يستغل كل مناسبة ويدعو إلى تعالى في شتى الميادين في المسجد وفي المدرسة وفي المعهد وفي السوق وفي الأعياد والمناسبات ، ولقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على نشر العلم ورغبنا فيه فعَن أنس بْن مالك رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه صَلى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمْ: (نضّر اللّه عَبْدا سمع مقَالَتي فوعاها، ثُمَّ بلغها عَنْي. فرب حامل فقه غَيْر فقيه. ورب حامل فقه إِلَى من هُوَ أفقه منه) رواه ابن ماجه (5) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كتاب العلم للشيخ محمد بن عثيمين (ص41).
(2) كتاب العلم للشيخ محمد بن عثيمين (ص28).
(3) انظر: جامع بيان العلم وفضله (1/580) رقم (992)، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب (1/199).
(4) انظر: انظر حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد .
(5) سنن ابن ماجه رقم ( 236 ) .

Partager cet article
Repost0
11 janvier 2013 5 11 /01 /janvier /2013 21:59

/ التفرغ والمحافظة على الأوقات:
وذلك بأن لا يضيع شيئاً من أوقات عمره في غير ما هو بصدده من العلم والعمل إلا بقدر الضرورة ، وقد كان بعضهم لا يترك الاشتغالَ بالعلم لعروض مرض خفيف أو ألم لطيف ، بل كان يستشفي بالعلم ، ويشتغل به بقدر الإمكان .
قال الشافعي: لو كلفت شراءَ بصلة لما فهمت مسألة .(1)
وقال بعضهم: "لا يَنال هذا العلم إلا من عطّل دكّانه، وخرّب بستانه، وهجر إخوانَه، ومات أقرب أهله فلم يشهد جنازته". (2)
والوقت نعمة إلهية تستوجب منا الشكر ، قال تعالى في سورة إبراهيم : ( ... وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ {33} وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ {34}) .
ففي هذه الآيات الكريمة يمتن تعالى على عباده بجملة من نعمه التي لا تحصى ، ومن هذه النعم نعمة الليل والنهار الذي يدور الوقت حولهما ويقوم عليهما، وكثير من الناس يغفلون عن هذه النعمة مع جلائها ، قال تعالى في سورة النحل ( وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {12) ) .
ومن هنا تتجلى لنا تلك النعمة الإلهية التي غفل عن شكرها الغافلون ، وتنافس في تبديدها وإهدارها البطالون المبطلون ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) رواه البخاري (6049) عن ابن عباس رضي الله عنهما . وقوله ( مغبون ) من الغبن وهو النقص، وقيل: الغبن وهو ضعف الرأي . ( الصحة ) في الأبدان. ( الفراغ ) عدم ما يشغله من الأمور الدنيوية .‏
فعلى المؤمن العاقل أن يجدّ في شكر المنعم على نعمة الوقت وأن يوظفه في كل مفيد نافع .
والوقت أمانة ومسئولية سيسأل عنها الإنسان يوم العرض على الله ، قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وعن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ) رواه الترمذي (2418و2419) وقال: حسن صحيح .
والوقت من أغلى ما يمتلكه الإنسان ، فالوقت هو الحياة ، وهو رأس مال الإنسان ، وإذا ضيعه فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستردّه ، وشبهه بعض العقلاء بالذهب ، ولكنه أغلى وأنفس من كل نفيس ؛ لأنه جزء من كيان الإنسان ، لأنه أنفاسه المعدودة في هذه الحياة .
والوقت أنفس ما عُنيت بحفظه ** وأراه أيسرَ ما عليك يهون
والمؤمن وحده هو الذي يعرف قيمة الوقت ، لمعرفته بالغاية التي من أجلها خلق ، قال عز وجل :( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إلا لِيَعْبُدُونِ {56} مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ {57} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ {58} فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ {59} ).
وقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم حريصين أشد الحرص على الانتفاع بأوقاتهم واغتنامها واستثمارها ، فقد كانوا يسابقون الساعات ويبادرون اللحظات ضنّا منهم بالوقت ، وحرصاً على أن لا يذهب منهم سدى .
قال الصحابى الجليل عبد الله بن مسعودرضي الله عنه : ( ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ، ولم يزد فيه عملي ).
وقال الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما ).
وقال الحسن البصرى رضي الله عنه : يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ، ويوشك إذا ذهب بعضك أن يذهب كلك وقال أيضاً : أدركـت أقوامـا كانـوا على أوقاتهـم أشـد منكـم حرصـاً على دراهمكم ودنانيركم .
قال أبو هلال العسكرى كان الخليل بن أحمد – الفراهيدى البصرى أحد أذكياء العالم – (170) هـ يقول أثقل الساعات علي : ساعة آكل فيها ، فالله أكبر ما أشد الفناء في العلم عنده ؟! ، وما أوقد الغيرة على الوقت لديه ؟!(3) .
وروى الخطيب البغدادى عن أبى العباس المبرد قال : ما رأيت أحرص على العلم من ثلاثة : الجاحظ – عمرو بن بحر إمام أهل الأدب – ( 255 ) والفتح بن خاقان – الأديب الشاعر أحد الأذكياء – من أبناء الملوك ، اتخذه الخليفة المتوكل العباسي وزيرا له وأخاً ، واجتمعت له خزانة كتب حافلة من أعظم الخزائن ، (247 هـ) وإسماعيل بن إسحاق القاضي – الإمام الفقيه المالكى البغدادى – ( 282 هـ ) .
فأما الجاحظ فإنه كان إذا وقع بيده كتاب قرأه من أوله إلى آخره أي كتاب كان ، حتى إنه كان يكترى دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر في الكتب.
وأما الفتح بن خاقان فإنه كان يحمل الكتاب في كمه ، فإذا قام من بين يدي المتوكل للبول أو للصلاة ، أخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي ، حتى يبلغ الموضع الذي يريده ، ثم يصنع مثل ذلك في رجوعه ، إلى أن يأخذ مجلسه ، فإذا أراد المتوكل القيام لحاجة أخرج الكتاب من كمه وقرأه في مجلس المتوكل إلى حين عوده .
وأما إسماعيل بن إسحاق القاضي فإني ما دخلت عليه قط إلا رأيته وفي يده كتاب ينظر فيه أو يقلب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه أو ينفض الكتب . (4)
وقال عبيد بن يعيش : أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل ، كانت أختي تلقمني وأنا أكتب الحديث(5) .
وهذا الإمام جمال الدين القاسمي رحمه الله وقد عاش قرابة خمسين سنة وألف ما يزيد عن خمسين مؤلفاً وكانت حياته زاخرة بالعلم والدعوة والكفاح ، ومع ذلك كان يقول : يا ليت الوقت يباع فأشتريه.
وبحرص سلفنا الصالح على أوقاتهم علا قدرهم وسما شأنهم ، وخلد ذكرهم ، أما في زماننا هذا فإن من أبرز أسباب تخلف المسلمين تفننهم وتفانيهم في تدمير وإهدار أوقاتهم في المقاهي والملاهي والطرقات وأمام التلفاز والتسجيلات الصوتية والمرئية وفي غير ذلك من المجالات التي لا فائدة منها ولا ثمرة من ورائها " .


--------------------------------------------------------------------------------

(1) - انظر: تذكرة السامع والمتكلم (ص27) .
(2) - انظر: الجامع لأخلاق الراوي للخطيب (1534) .
(3) - الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه لأبى هلال العسكرى ص 87 .
(4) - تقييد العلم للخطيب البغدادى ص 139.
(5) - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/178 ، وعبيد بن يعيش شيخ البخاري ومسلم تراجع ترجمته في سير أعلام النبلاء للذهبى 11/45.

 

Partager cet article
Repost0
11 janvier 2013 5 11 /01 /janvier /2013 21:55

 

5/ أن لا يمنعه خجله من السؤال :
ولذلك قال بعض السلف : " لا يتعلم العلم مستحٍ ولا مستكبر " ، يحمله تكبره على أن يعجب بنفسه ويبقى على جهله، وكذلك أيضا يحمله خجله عن أن لا يطلب أو يستفيد ممن معه علم فيبقى على جهله.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت:
جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم، إذا رأت الماء" فقالت أم سلمة: يا رسول الله! وتحتلم المرأة؟ فقال: "تربت يداك. فبم يشبهها ولدها ". صحيح مسلم ( 313 ) .
وهذا ابن عباس رضي الله عنهما ، مع حرصه على ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته ، ودعائه له صلى الله عليه وسلم كان مجتهدا في طلب العلم من فقهاء الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير قال: فقال: واعجبا لك أترى الناس يفتقرون إليك؟ قال: فترك ذلك وأقبلت أسأل، فإن كان ليبلغني الحديث عن رجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح علي من التراب فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك هلا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول: لا أنا أحق أن آتيك فأسأله عن الحديث فعاش الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي ليسألوني فقال: هذا الفتى كان أعقل مني "(1) .
6/ التواضع والسكينة ونبذ الخيلاء والكبر:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تعلّموا العلم، وتعلّموا له السكينةَ والوقار، وتواضعوا لمن تعلّمون، وليتواضع لكم من تعلِّمون، ولا تكونوا جبابرة العلماء، ولا يقوم علمكم مع جهلكم) (2) .
وكتب الإمام مالك إلى الرشيد: "إذا علمت علماً فليُرَ عليك أثره وسكينته وسمته ووقاره وحلمه" (3) .
وقال الإمام الشافعي: "لا يطلب أحد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح، ولكن من طلبه بذلّ النفس وضيق العَيش وخدمة العلماء أفلح" (4) .

7/ الهمة في طلب العلم:

لتكن همتك في طلب العلم عالية ؛ فلا تكتفِ بقليل العلم مع إمكان كثيره، ولا تقنع من إرث الأنبياء - صلوات الله عليهم - بيسيره، ولا تركن إلى الكسل والتواني ولا تسوّف ، واجعل قدوتك العلماء العاملين الذين جدوا وتسابقوا في هذا الميدان . ولا تؤخر تحصيل فائدة تمكنت منها ولا يشغلك الأمل والتسويف عنها؛ فإن للتأخير آفات، ولأنك إذا حصلتها في الزمن الحاضر؛ حصل في الزمن الثاني غيرها.
واغتنم وقت فراغك ونشاطك، وزمن عافيتك، وشرخ شبابك، ونباهة خاطرك، وقلة شواغلك، قبل عوارض البطالة أو موانع الرياسة.
وينبغي لك أن تعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها ما أمكنك؛ لأنها آلة التحصيل، ولا تجعل تحصيلها وكثرتها (بدون فائدة) حظك من العلم، وجمعها نصيبك من الفهم، بل عليك أن تستفيد منها بقدر استطاعتك.
قال ابن جماعة الكناني: "الذي ينبغي لطالب العلم أن لا يخالط إلا من يفيده أو يستفيد منه... فإن شرع أو تعرض لصحبة من يضيع عمره معه ولا يفيده ولا يستفيد منه ولا يعينه على ما هو بصدده فليتلطّف في قطع عشرته من أول الأمر قبل تمكّنها، فإن الأمور إذا تمكّنت عسرت إزالتها" (5).
8/ اختيار الصاحب:
احرص على اتخاذ صاحب صالح في حاله، كثير الاشتغال بالعلم، جيد الطبع، يعينك على تحصيل مقاصدك ، ويساعدك على تكميل فوائدك ، وينشطك على زيادة الطلب ، ويخفف عنك الضجر والنصب ، موثوقاً بدينه وأمانته ومكارم أخلاقه ، ويكون ناصحاً لله غير لاعبٍ ولا لاه ." انظر تذكرة السامع لابن جماعة.
وإياك وقرين السوء؛ فإن العرق دساس، والطبيعة نقالة، والطباع سراقة، والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك فإنه المرض، والدفع أسهل من الرفع .


--------------------------------------------------------------------------------


(1) - الإصابة لابن حجر ترجمة عبد الله بن عباس 4 / 90
(2) - انظر: الزهد لوكيع (275).
(3) - انظر: تذكرة السامع والمتكلم (ص15-16).
(4) - انظر: تذكرة السامع والمتكلم (ص71-72).
(5) - تذكرة السامع والمتكلم (ص83).

Partager cet article
Repost0
11 janvier 2013 5 11 /01 /janvier /2013 21:50

 

3/ العمل بالعلم :فالعلم إن لم يترجم إلى عمل فما الفائدة منه، فعلى طالب العلم كما يجد في الطلب أن يجد في العمل، فإنه أولى الناس بقطف ثمرات علمه، ولقد مدح الله - عز وجل- في كتابه الكريم العاملين بما علموا ، قال تعالى: ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ {17} الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {18}) سورة الزمر .
كما ذم الله أولئك الذين لا ينتفعون بما يحملونه من علم، وشبههم - عز وجل- بالحمار الذي يحمل أسفارا لا يعرف قيمتها، فضلا عن جهله بما تحويه من درر، قال تعالى في سورة الجمعة: { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {5} }.
وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد - رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلانا ما شأنك؟ أليس كنت تأمرننا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه). صحيح البخاري (3094)، وصحيح مسلم (2989).
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه-: ( هتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل ). (1)
وقال الشافعي: " ليس العلم ما حفِظ، العلم ما نفع " . (2)
وقال بعض السلف: " يا حملة العلم، اعملوا فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقِيَهم، يخالف عملهم علمهم، ويخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حِلقاً يباهي بعضهم بعضاً، حتى إنّ الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدَعَه، أولئك لا يصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى " . (3)
ومن ذلك دوام مراقبة الله تعالى في السر والعلن، وملازمة خشيته سبحانه، قال الإمام أحمد: "أصل العلم الخشية ".
وقال الزهري : " إن للعلم غوائل، فمن غوائله أن يترك العمل به حتى يذهب ، ومن غوائله النسيان ، ومن غوائله الكذب فيه ، وهو شر غوائله " . (4)
وسئل سفيان الثوري: طلب العلم أحبّ إليك أو العمل؟ فقال: " إنما يراد العلم للعمل، فلا تدع طلب العلم للعمل، ولا تدع العمل لطلب العلم " . (5)

4/ الصبر والتحمل:
فطريق العلم ليس مفروشا بالورود والرياحين بل إنه يحتاج إلى صبر ويقين وعزيمة لا تلين ، فالطريق طويل، والنفس داعية إلى الملل، والسآمة، والدعة، والراحة، فإذا طاوع طالب العلم نفسه قادته إلى الحسرة والندامة، يقول الشاعر:
وما النفس إلا حيث يجعلهــا الفتى فإن أطمعت تـاقت وإلا تسلتِ
ويقول شاعر آخر:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
ومن أعظم ميادين الصبر : الصبر في طلب العلم : فلا سبيل إلى طلب العلم إلا بالصبر ، فالصبر يضئ لطالب العلم طريقه ، وهو زاد لا يستغني عنه ، وخلق كريم لا بد وأن يتحلى به ، صبره على مشقة الترحال إلى الشيوخ، وطول المكث عندهم، والتأدب معهم، وصبره على المذاكرة والتحصيل، وفي قصة موسى والخضر دار هذا الحوار بين نبي الله موسى وبين الخضر - عليهما السلام-، قال تعالى في سورة الكهف: ( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا {66} قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا {67} وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا {68} قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا {69} ) .
كذلك ينبغي على المعلم أن يتحلى بجميل الصبر مع تلاميذه وأن يتسع صدره لأسئلتهم، فلا يضيق بهم ذرعا، وأن يتحملهم، ويحلم بهم ويترفق، ويسهّل لهم التحصيل ، اقتداء بنبينا ومعلمنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي مدحه ربه بقوله: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ {159} ) سورة آل عمران.




--------------------------------------------------------------------------------

(1) - اقتضاء العلم العمل (35-36).
(2) - تذكرة السامع والمتكلم (ص15).
(3) - حاشية تذكرة السامع (ص16-17).
(4) - جامع بيان العلم ( 1 / 107 - 108 ) .
(5) - حلية الأولياء (7/12).


Partager cet article
Repost0
11 janvier 2013 5 11 /01 /janvier /2013 21:44

772jj.jpgفطلب العلم الشرعي من أفضل القربات وأجل الطاعات، ولذا اهتم كثير من العلماء قديماً وحديثاً ببيان الآداب التي ينبغي أن يتأدب بها طلاب العلم؛ فهي حليته ووسيلته إلى الفلاح والنجاح، كما بيّنوا الأخلاق المحمودة ، والأخلاق المذمومة في الطلب ، والتي تكون معرفتها والعمل بها - امتثالاً وتركاً- سبيلاً لنيل مايريد من العلم ، وتحصيل ثمرته ، ومن أهمها :

1/ إخلاص النية لله تعالى:

فالعلم طاعة وعبادة ، والإخلاص لله تعالى واجب في جميع العبادات وسائر الطاعات، قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ {5}) سورة البينة .
والإخلاص في العلم أن يبتغي به وجه الله تعالى ، فإذا كان هَمُّ طالب العلم تحصيل شهادة، أو تبوء منصب لكسب منافع مادية فحسب ؛ فإنه لا يكون مخلصا في طلب العلم .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ((من تعلّم علماً مما يبتغَى به وجه الله - عز وجل- لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)) يعني ريحها .أخرجه أحمد (2/338)، وأبو داود (3664)، وابن ماجه (252)، وصححه الحاكم (1/160)، والنووي في رياض الصالحين.
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على إخلاص النية لله تعالى، كما في حديث عمر المتفق عليه: (( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى .. )) الحديث. رواه البخاري (1)، ومسلم (1907).

وقد اعتنى العلماء بهذا الحديث وصدّروا به كتبهم؛ لعموم الحاجة إليه، كما قال الخطابي، فهذا البخاري - رحمه الله- قد صدّر كتابه الصحيح بهذا الحديث، فقال العلماء: هو خطبة كتابه، حيث لم يكتب له مقدمة، والقصد من ذلك تنبيه طلاب العلم على تصحيح النية، وإرادة وجه الله تعالى، ونهج نهجه النووي، والبغوي ـ في عدد من كتبهما ـ وغيرهما من المصنفين.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: " لو صنفت كتاباً بدأت في أول كل كتاب منه بهذا الحديث".
قال الإمام أحمد : " العلم لا يعدله شيء لمن صحّت نيته "، قالوا: كيف ذلك ؟ قال: " ينوي رفع الجهلَ عن نفسه وعن غيره " .
وقال ابن جماعة الكناني بعدما بيّن فضل العلم: " واعلم أن جميع ما ذكر من فضل العلم والعلماء إنما هو في حقّ العلماء العاملين الأبرار المتقين، الذين قصدوا به وجه الله الكريم، والزلفى لديه في جنات النعيم ، لا من طلبه بسوء نية، وخبث طوية ، أو لأغراض دنيوية ، من جاه أو مال أو مكاثرة في الأتباع والطلاب " . (1)
وقال أبو يوسف : " أَريدوا بعلمكم اللهَ تعالى، فإني لم أجلس مجلساً قطّ أنوي فيه أن أتواضع إلالم أقم حتى أعلُوَهم، ولم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى اُفْتَضَح "(2)

2/ تقوى الله - عز وجل-:
فالعلماء هم أعرف الناس بالله وأتقاهم له، قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ {28}) سورة فاطر. وبالتقوى يزداد العالم علما ، وبالعلم يزداد التقي تقوى قال تعالى: (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {282}) سورة البقرة. وقال تعالى: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا {2} ويرزقه من حيث لايحتسب... ) سورة الطلاق . ومن أعظم الرزق العلم النافع .

والتقوى هي جماع كل خير، ووصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى في سورة النساء: (وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا {131}).
وقال - عز وجل- في سورة الأنفال: ( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {29}) .
أي يجعل لكم ما تٌفرقون به بين الحق والباطل، وبين الصحيح والسقيم، وبين الغث والسمين، وذلك إنما يكون بنور العلم وميزانه، ونبراسه ومقياسه، فالعلم ثمرة من ثمرات التقوى، والتقوى سبيل إلى نيل العلم ، والعلم يرقى بصاحبه إلى أعلى درجات المعرفة بالله، والخشية من الله، ولهذا يؤثر عن الشافعي - رحمه الله- أنه قال‏:‏

شكوت إلى وكيع سـوء حفظـي فأرشـدني إلى ترك المعــاصي



وأخبرنـي بأن العلـم نــــور ونـور الله لا يهدى لعـاصـي



ومن أول ما يدخل في ذلك القيام بشعائر الإسلام وظواهر الأحكام: ومن ذلك المحافظة على الصلاة في المساجد، وإفشاء السلام للخواص والعوام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإظهار السنن، وإخماد البدع، وغير ذلك من الأحكام الظاهرة ليحصل التأسّي به، وليصون عرضه عن الوقيعة والظنون المكروهة.

ومن ذلك أيضاً المحافظة على المندوبات الشرعية القولية والفعلية:

ومن ذلك تلاوة القرآن الكريم بتفكّر وتدبّر، والإكثار من ذكر الله تعالى بالقلب واللسان، والإلحاح في الدعاء والتضرع بإخلاص وصدق، والاعتناء بنوافل العبادات من الصلاة والصيام والصدقة وحج بيت الله الحرام، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، وغير ذلك من فضائل الأقوال والأعمال التي يراد العلم لأجلها.

Partager cet article
Repost0
20 août 2008 3 20 /08 /août /2008 21:05

وصايا لطالب العلم-

 الأولى: إخلاص النية لله، بأن ينوي بطلبه العلم أن يرفع الجهل عن نفسه ثم عن غيره،؛ لأن الأصل في الإنسان الجهل، قال الله -تعالى-: ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا ) العلم عبادة لأن الله أمر به في قوله -تعالى-: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) وقال: ( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ، وكل ما أمر الله به عباده

وهذه قاعدة وفائدة: "وهى أن كل ما أمر الله به فهو عبادة 

 فطالب العلم في حلقة الدرس أو على كرسي الطلب في الجامعة هو في عبادة إذا أخلص النية لله.

 فائدة مهمة: طلب العلم من الجهاد في سبيل الله؛ والدليل قوله -تعالى-:( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) كل فرقة طائفة؛ أي وقعد طائفة ليتفقهوا في الدين 

قال الناظم:

تبليغ العلم ونشره والدعوة إلى الله: قال الله -تعالى-: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) ، وقال-تعالى-: ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ) الآية، وإن كانت في أهل الكتاب إلا أنها عامة لهذه الأمة؛ لقوله: ( لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ) ، فجعل البيان للناس عامة، ومن لم يعمل بعلمه فإنه يعاقب بنسيان العلم وضياعه وحرمانه منه -نعوذ بالله- بدليل قوله -تعالى-: ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ  

 
Partager cet article
Repost0